Monday, December 17, 2007

شجرة الياسمين للكاتبة عايدة باقي

شجرة الياسمين
عايدة باقي
1989

شجرة الياسمين تحكي قصة امرأة لبنانية تلجأ إلى الهجرة من لبنان إلى الولايات المتحدة مع ابنها و ابنتها بسبب تفاقم الحرب الأهلية و تزايد نيران الصراع في المنطقة. تقوم سلمى بالهجرة لأنها تريد حماية أبنائها بأي شكل من الأشكال و خصوصا أنها فقدت زوجها قبل سنوات حين قامت المخابرات الإسرائيلية باغتياله و هو خارج من عيادته. في نيويورك تقيم سلمى مع أختها و زوجها الذي هاجر من لبنان منذ سنوات عديدة. في بلد الغربة، تحرص على أن ينال أبنائها أحسن تعليم و أفضل تربية و أروع أخلاق و توصيهم دائما بالحفاظ على لغتهم و ثقافتهم العربية

لكن الغربة و الحياة في المهجر سببا آلاما نفسية كثيرة لسلمى. و بالرغم من أن رحيل زوجها عنها مضى عليه سنوات، إلا أن هذا الشيء أيضا بدأ يسبب لها الاكتئاب القوي الذي أخذ يسيطر على صحتها و حياتها. فتضطر إلى العلاج النفسي الذي يساعدها على تخطي هذه العقبة

و في وسط كل هذه الضجة تقطع سلمى على نفسها وعدا بأن تزور شجرة الياسمين في يافا التي وصفها لها زوجها الراحل بأدق و أروع التفاصيل. شجرة الياسمين هي رمز للمرأة القوية و الجميلة، الراسخة جذورها في الأرض بالرغم من كل ما يحدث. الجذور ترمز إلى الولاء، و زهرة الياسمين هي الأمل الذي يحلم فيه ملايين العرب. الأمل المستحيل بالحصول على وطن حقيقي في أرض عربية. لكن في النهاية تبين عايدة باقي أن الوطن أسمى نعمة و أفضل هوية و أروع مكان يرتاح به الإنسان بالرغم من كل المشاكل التي يسببها لأهله

رواية شجرة الياسمين شيقة و مؤثرة. التسامح و إعطاء الناس فرصة ليبينوا لنا معدنهم، أي عدم التسرع بإصدار الأحكام أخلاقيات تعرضها عايدة باقي في هذا الكتاب. يتأثر بالرواية كل من أحس بمرارة و حلاوة الغربة. أيضا تؤثر بالنفس لأنها تتكلم عن مدى أهمية وجود الأم في حياتنا، و عن أهمية وجود الزوج المحب في حياة المرأة. برأيي أن علينا جميعا أن نقدر النعم التي في متناول أيدينا و نحمد ربنا عليها قبل زوالها، حتى نحس بقيمتها و هي معنا لأن ذلك أفضل من الإحساس بقيمتها بعد زوالها.

No comments: